عامين على رحيل الشيخ المرحوم ابو محمد حسين عزام حلبي
في ظهيرة يوم السبت الموافق 07/10/2006 ودعت الالاف من أبناء الطائفة الدرزية وعلى رأسهم القيادة الروحية الممثلة بفضيلة الشيخ أبو حسن موفق طريف والشيخ أبو يوسف صالح القضماني والشيخ ابو علي مهنا فرج والشيخ أبو محمود سلمان أبو صالح والشيخ أبو حسن علم الدين والشيخ أبو زين الدين الحلبي وعموم رجال الدين من جميع القرى في إسرائيل, جثمان الشيخ الفاضل الطاهر الشيخ أبو محمد حسين عزام حلبي عن عمر يناهز 96 عام.
الشيخ أبو محمد حسين عزام حلبي ,العالم العلامة رمز التقى والورع رجل المكرمات والكرامات العابد الزاهد الصائم الخاشع القائم حسن السجايا والخصال صاحب الحق شيخ الامر والنهي وقور الهيبة منتصب القامة معتدل البنية قوي الإرادة والعزيمة التالي والكاتب لكتاب الله ليل نهار المندرج بالوفاة الى خالقه في يوم الجمعة الفضيلة ليلة السبت الموافق 06/10/2006 عن عمر جاوز الـ 96 عام.
نشأ شيخنا الجليل في بلده دالية الكرمل سنة 1910 لعائلة عريقة الحسب والنسب والدين والدنيا عائلة آل حلبي في بيت والده المرحوم الشيخ أبو يوسف عزام حلبي الذي كان مختارا للبلد وقد أنجب سبعة أبناء وهم المرحومون الشيخ أبو محرز يوسف صاحب الأيدي الشافية والشيخ أبو عزام نجاح والشيخ أبو علي قفطان( كان اكبر زعماء المنطقة ) والشيخ أبو أكرم توفيق والشيخ أبو رفيق صالح والشيخ أبو نوّاف سليمان والد الشيخ أبو عزام نواف وفقيدنا الشيخ أبو محمد حسين وكان لكل واحد منهم مكانة دينية ودنيوية مرموقة.
لقد واكب المرحوم مسيرة الطائفة منذ زمن الإنتداب البريطاني فرافق المشايخ الأعيان في تجوالهم بين البلاد اللبنانية والسورية وفلسطين انذاك وكان رفيقا لفضيلة المرحوم سيدنا الشيخ أبي يوسف أمين طريف وكان سندا لفضيلته بحكمته ورائيه الحازم الصارم والصحيح فزار معه شيوخ لبنان وزعاماتها من شيوخ عقل وهيئات دينية وزمنية فزار المعلم والفيلسوف كمال بك جنبلاط في قصر آل جنبلاط في المختارة وكان حينها في مقتبل العمر يتعلم الحقوق والتقى مع سيدنا الشيخ ابي حسين محمود فرج والشيخ أبي يوسف سليم البيطار والشيخ أبي حسيب اسعد الصائغ وسيدنا الشيخ أبي حسن عارف حلاوه والشيخ أبي محمد جواد ولي الدين والشيخ أبي علي محمد عامر والشيخ عبد الغفار باشا الاطرش من جبل الدروز وشيخ عقل سوريا أنذاك الشيخ ابي حسين أحمد الهجري وغيرهم من أصحاب المنازل العالية دنيا ودين.
لقد نذر المرحوم نفسه لطاعة الله فقصد خلوات الرغب في يركا فختم كتاب الله ثم عاد بين أهله ليخدم الاخوان ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم, يسر لسرورهم ويحزن لحزنهم, كان شديد التواضع يلزم الصمت خوفا من الوقوع في الزلات, يامر بالمعروف وينهى عن المنكرات, يبحث عن رزق الحلال, يأكل من كد يمينه وعرق جبينه مما يجنيه من الكتابة ولم يتقاضى معاش التأمين خوفا من الشبهه.
رافق المرحوم الشيخ أبا محمد علي محمد الحلبي سائس وإمام الخلوة وتعاونا على البر والفضيلة وإدارة شؤون الخلوة على أكمل نظام, لا يخافون في الحق لومة لائم.
وقد تسلم عرافة حفل الجنازة الشيخ ابو علي حسين الحلبي فذكر مناقب الفقيد وترحم عليه ثم دعا الرئيس الروحي للطائفة الشيخ ابا حسن موفق طريف ليلقي كلمة الوداع على رفيق درب جده المرحوم الشيخ ابي يوسف أمين طريف ثم تلاه الشيخ أبو حسن علم الدين أبو صالح من مجدل شمس وودع الفقيد بكلمات تليق بمنزلته الدينية وقد تمت مراسيم الصلاة على الجثمان الطاهر في ساحة الخلوة الغربية ووري هناك الى جانب رفيق عمره المرحوم الشيخ ابي علي محمد حلبي وبفقدانه تخسر امة التوحيد عامة وعائلته آل الحلبي خاصة شيخا ورمزا وعلما من الصعب أن يأتي من يسد مكانه فألف ألف رحمة على الفقيد وأحر التعازي لاهله وذويه وصحبه ومحبيه لا أراكم الله مكروها بعزيز وإنا لله وإنا اليه راجعون.













