مواقف من لبنان وسوريا في حق سعيد نفاع
أدان سماحة الشيخ حمود الحناوي، شيخ عقل الدروز في سوريا، قيام المستشار القضائي الاسرائيلي بتقديم لائحة اتهام ضد النائب سعيد نفاع على خلفية زيارته لسوريا عام 2007. وليد جنبلاط: "الخطوات الإسرائيلية التي إتخذت في حق المناضل العربي سعيد نفاع لا تعكس سوى الحقد الإسرائيلي على دروز فلسطين".
أدلى رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي مما جاء فيه: مرة جديدة تكشر إسرائيل عن أنيابها فتكثف من خطواتها التصعيدية والاستفزازية من خلال مصادرة الأراضي وهدم البيوت في مدينة القدس بما يؤكد عدم رغبتها المطلقة بإجراء تسوية حقيقية مع الفلسطينيين، ذلك أن الحد الأدنى المطلوب وهو وقف التوسع الاستيطاني لم تقبل به الحكومة اليمينية المتطرفة بل إنها تواصل سياساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني في أكثر من موقع. إن المعلومات التي توفرت عن وجود نحو مائتي قرار قضائي لهدم منازل فلسطينية في القدس المحتلة إنما يعكس هذه الغطرسة الإسرائيلية التي لن تؤدي سوى إلى مزيد من التشبث بالحقوق الوطنية والتاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني.
إن سعي إسرائيل المتواصل والمستمر لتغيير الواقع الديموغرافي على الأرض في مختلف أنحاء فلسطين المحتلة وخصوصاً في مدينة القدس يطرح علامات إستفهام جدية عن مدى قابلية ما يسمى بمشروع التسوية أن يحقق أي تقدم يذكر.
من هنا، فإن التمسك الحصري بخيار المفاوضات في ظل عدم توفر أي نية أو رغبة بحدها الأدنى لدى الإسرائيليين بمعاودة المفاوضات دون وقف الاستيطان لن يؤدي إلى أي مكان، لا بل ستستغل إسرائيل حالة الانقسام الفلسطيني حول الخيارات الوطنية وعدم التوصل إلى وفاق وطني حقيقي بين الفصائل الفلسطينية المختلفة لتواصل مشاريعها الخطيرة ودائماً على حساب المصلحة الوطنية الفلسطينية.
من هنا، فإن الدعوة موجهة مرة جديدة لجميع القوى الوطنية الفلسطينية لتجاوز خلافاتها وإنقساماتها التي تجذرت في المرحلة الماضية ولتوقيع وثيقة التفاهم الوطني التي تمت مناقشتها على مدى أشهر طويلة في العاصمة المصرية بما يتيح إعادة توحيد الجهود الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكل الطرق المتاحة لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية وفي طليعتها قيام الدولة المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس.
فمن حرق مسجد في إحدى القرى الى غزة الصامدة والجريحة والمحاصرة التي تعيش حالة إنسانية وإجتماعية مزرية في ظل وجود ما يزيد عن الخمسين ألف منزل مدمر وغياب شبه تام للخدمات البديهية للعيش الكريم يبقى الواقع القائم سيئاً للغاية. لقد انتصب في غزة أول منزل من الطين بسبب انقطاع مواد البناء الرئيسية والثانوية بفعل الحصار القاسي. فهل يجوز أن يستمر هذا الوضع على حاله؟ وهل المطلوب أن يعيش الفلسطينيون كما كانوا يعيشون في الكهوف وفي القرون الوسطى والعصور الحجرية؟ وهل آن الأوان لبعض الأصوات العنصرية اللبنانية لأن تقتنع بضرورة إقرار الحقوق المدنية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان والإفراج عنها أقله من الزاوية الإنسانية وليس السياسية؟
أخيراً، إن الخطوات الإسرائيلية التي اتخذت وقد تتخذ في حق المناضل العربي سعيد نفاع لا تعكس سوى الحقد الإسرائيلي على دروز فلسطين المحتلة وهو ما يحتم عليهم المزيد من التمسك بهويتهم العربية المعروفية للتصدي لكل مخططات الاحتلال الهادفة الى الضغط عليهم إما بواسطة الملاحقة المباشرة أم بوسائل أخرى غير مشروعة وعير محقة كما تعودت إسرائيل بصورة دائمة.
وليس فقط في لبنان بل أيضا في سوريا، فقد أدان سماحة الشيخ حمود الحناوي، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا، قيام المستشار القضائي الاسرائيلي بتقديم لائحة اتهام ضد النائب سعيد نفاع على خلفية زيارته لسوريا عام 2007، معتبراً هذا الإجراء مساساً بحق عرب 48 في التواصل مع أهلهم في سوريا، كما اعتبر هذه الخطوة جزءاً من مسلسل الملاحقة السياسية ضد المناضلين العرب. وكان النائب نفاع قد زار مع وفد من مشايخ دروز فلسطين، محافظة السويداء وضريح سلطان باشا الأطرش في بلدة القريَا.













