رمضان اليوم والأمس...

30.04.2020 מאת: عبد الكريم احمد الزيدي العراق-بغداد
رمضان اليوم والأمس...

بين الماضي والحاضر تختصر الصور والذكريات وتعود كالمرآة تعكس الوان الطيف وتمر مثل فراشات ترقص بين الازهار لتغيب بعد غروب الضياء بلا رجعة.

كنا نفرح بقدومه قبل الكبار على الرغم من غياب مائدة الفطور والغداء،ربما لأننا نجد في الافطار ما يعوض ويزيد فتصبح الحلويات وحساء العدس ومشروبات العصائر والقمر الدين هوساً يوميا نتسابق قبل غيرنا لتناولها،موهمين أنفسنا بأننا قضينا نهارنا صائمين.

كانت الناس في شهر رمضان المبارك ليس كما كانوا في غيره تسود أيامهم فطرة الحب والتسامح والرحم ويخرج عامتهم من غياهب البغض والعداء والقطيعة،ويتوجه الجميع باندفاع غير مسبوق الى دور العبادة والدين وتلاوة القران والاستمتاع بسماعه عبر الإذاعة والتلفزيون وانتظار صوت الأذان ومدفع الافطار ايذانا بأنهاء
يوم من ايام صيامه..

يا أله الكون أنا لك صمنا
وعلى رزقك افطرنا،وأنا
لصيام الغد يارب نوينا
فتقبل صومنا يارب منا

كانت قنوات التلفزيون والإذاعة تتزاحم لتدفع ببرامج التوعية والصلاح ومسلسلات الدعوة والايمان وافلام السلام والاسلام،حتى الطرب والغناء يتحول مطربيه وفنانيه الى الانشاد والترتيل فنجد صور المطربات والمطربين
بلباس التقوى والخشوع يرددون موشحات رمضان وقصائد الدعاء والاستغفار والرجاء ،ففي مثل هذه الأجواء والبيئة تربى جيلنا لينهل من منابع الصدق والنور ويكتنز في نفسه مكامن التفائل والحياة والتي تركزت في الضمير والروح قبل غيره من الجهات..

أقول هكذا كان رمضان في أيامنا نحتفي في اخر ايامه بحلاوة مقدمه اكثر من ولادته ونحن نتحرى ليالي الفوز والاستجابة علَّ مِنا من يصادف ليلة القدر التي يحييها الجميع في دور العبادة والدين تغمرنا فرحة النصر على أنفسنا
وقهر الشيطان والطمع بمغفرة الله وإحسانه...

أما اليوم فلا حاجة لي أن أكتب عنها فالكل يعيشها ويعرفها حتى يختصر فيه البعض على التهنئة بمقدم ودخول الشهر الفضيل برسائل التواصل الاجتماعي وال فيسبوك،وكذا الحال في آخره والعيد..

صرنا كما وجدنا من حولنا نترقب برامج الفضائيات ونتحسس بأي منها سيعرض المسلسل والبرنامج،بل اصبحنا كغيرنا نتسابق على التقاط أداة التحكم بالقنوات
كي لايفوتنا من الأمر شيئا..واي شيء أنا أتكلم عن كم ونوع هذه القنوات الفضائيه التي أصبحت في رمضان تتنافس لشد المشاهد على ماتقدمه لأفراغ ما تريد في روح ونفس الصائم..

اتألم والله لاني اخاف ان يمر علي شهر كفضل ومنزلة رمضان كما تمر بقية الشهور،فأنسى فيه أن الله تعالى جعله لنا رحمة ومغفرة وعتق من النيران وكبّل بفضله الشياطين بقيود من عنده ولكنه ترك شياطين الأنس ليختبر بحكمته إرادة وعزيمة إيماننا..

اللهم إنا نسألك إيمانا دائما وقلبا ذاكرا ولسانا شاكرا،ونعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات اعمالنا. 
رمضان كريم لكم احبتي في الله،وكل عام ونحن الى الله اقرب.

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים