الباب المواري للصدى

28.06.2020 מאת: يديا شيخة روسيا
الباب المواري للصدى

 

الباب المواري للصدى.


أن أعلق وشاحي المزهر
على بابك….
وأهرع كطفلة مدللة
إلى بائع الحلوى آخر الشارع
لا ترمي المارة الطيبين بمناقير الكلام
ولا تهذي على جانب الطريق
المؤدية إلى المكان المهجور

 

كقلبك
ماكان ناصعا” في الأفق
ذاك المساء
ظل الملاك توضأت برذاذ شهيقه
وأوليت وجهك للريح
لا تقل
لم تباغتك خطاي
في لقائنا الأول
ولم ألج في وهج التضاريس
التي خذلتني
في مطلع الربيع الأول
أنا ذا درب يخضوضر فيك
هذا المكان ليس لنا
لماذا يتخاصم الحور على حافة الطريق؟
ذراعي الممدودة إليك
نهر ضل ضفافه
والبواخر كل من زارها أمس
تعطرت بالملح

 

والدمع
وهذا الميناء تلويحة أخيرة
لمسافر البحر
والنوارس قمصان سوداء وبيضاء
على حبل الغسيل
تمارس التأرجح والتبرج
ولاتهرم
هو ذا ليلي الملثم بوشاحي المعطر
ولا يغفو الوقت في جفني
ألثم وسادتي حين الشوق يداهمني
هذي دموعي النازفة
فيض من بسملة الروح فيك
يا ليت قلبه مغمض العينين يتبعك
في مواسم الأمطار
ويغتالني على بابك الموصد

 

صدى المنفى
علقم شهي هذا الفراق
أراني غصنا” “خطفته الريح من شجرة
هذي الوحشة تؤرقني
كم مهيب موكب قصائدنا التي أحرسها
تحت غيمة أينما ذهبت
وأنت كما أنت
تعشق الفودكا
وأنا أعشق نيقوسيا
عيناك في عيني
تبلل وجهي
وتغمرني كل حين بعطرك
في المرآة
وتتبع العبق المنثور في ظلي
لا تحمل في كفك بعيدا” خطاك
انا التي أتقن في الغياب

 

شذاك
ولا تزال لوحدك
كما كنت لي صدى
وكما ستكون في العناق الأخير
المدى
هلم إلي يا ابن دم
غير الدم المتخثر في أطراف الكلام
أذكر أنك دعوتني من أصابعي
إلى وليمة لعصافير الدوري
وامتطيت صهوة صوتك المبحوح
تلك الظهيرة الآسنة
ومضيت خلف سرب أيائل
أذكر، لم تلتفت إلى الوراء
كان الجبل الأثر الوحيد لعويلك
والشاهد الوحيد الذي أتلى من بعدك
أناشيد المطر
لكنه لم يلوح مثلي
للعاصفة التي اقتلعت أسماءك المستعارة
على شبابيك الأزقة المكتظة بأشباهك
حتى صفصافة الحي القديم
أيقنت بأنك لا تشبهني
ولكن وشم الكحل البري على معصمك
يأسرني في حلكة العتمة
وأتوق مهووسة” إلى بياض الفجر
كيف أنزع قلادة حريتي
على سجون الشرق الكسيح
وأخطف قدمي الرهوان
إلى أقرب قمة تطل حلمي
ثم ارفرف عالية”
لأنفض عني غبار المدينة
وترهات القبيلة
وأسميني كما يروق لي
على الملأ من الأنس والنخيل
وطير الأبابيل
وليكن فليكن
قسما” يامن وهبني أنوثة الماء
وجنة” تحت أقدامي
لن تهطل غيومك الضالة أرضي
ولن اعتكف كهف أذكارك
وأفكارك
كلانا من تبر وتراب
وخلقنا الله سيان
فسوى
لا أدري من قيد ضلعي بضلعك
وأباحني قرابين رمال عرشك
كنت في الأمس كما أنت بعد الآن
والآن أتضرع للذي وهبني لك
وتوجك فارسا” لذريتي
كي تنام قرير العين
والقلب..
لولا طقوس النار
ما كنت فراشة” أحترق في محرابك
وأصير بعض مداد
امض ولا تأبه إلا لفنجان قهوتك
في الشرفة الخاوية
لا أحد يسميك سيفا” على خاصرتي
ولا أحد يؤنس وحدتك
كلانا الآن وحيدان
وكأن القلب لم يبحر في عباب الدرب
ولا الأصابع المزدانة بالحناء
ثملت هنيهة” في تفاصيل الليل
وراحت تلهو بترانيم الموج
حينما تلفظه الزرقة في الهواء
هو هذا البوح الشهي التو
لذكريات الأمس البعيد
مذ تسكعت خطاي
على عتبات ظلك
ولم تعد..

 

يديا شيخة  من سوريا وحاليا في روسيا

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

 

תגובות

מומלצים