بعدَ جُرح مُكابرتي، وإحتقان ذاكرتي بغيابكِ الموجع
أخذ بي ذلك الرابض خلف ضلوعي ...
لمكان كان قد عانق حُبّنا الكبير !
لمقعد خشبيّ تنفس معنا قُبلتنا الأولى !
لحوض ورد جوريّ .. كان يغضب مني كلما قطفتُ من رحمه واحدة لأضعها بين خصلات شَعركِ الأسود ... ذاك الذي يُدوخ أساريري !
أحقا هذا مكاننا يا حبيبتي ؟!
أينكِ أنتِ ؟
أيني أنا ؟
أين بقايانا ها هنا ؟!
لطالما كنتِ تقولين لي :
" يموتُ العشاق ... ولا تموت الأمكنة " !
لكنك كذبتِ عليّ !
فالمكان إنتحر أيضا من بعدكِ يا وجعي !
البحر أمسى باهتا ..
لا موج .. لا نوارس .. لا ربيع !
المقعد الذي شاركني جنوني بكِ ...
قد عانق عشاق سوانا ..!
كيف طاوعه قلبه على خيانتنا يا حبيبتي؟!
الدراجات الهوائية التي كنا نمتطي طفولتنا معها
هرمت دواساتها !
وحاصرت أطرافها أقفال صدئة !
آهٍ يا حبيبتي ...
لماذا إبتلعتكِ الأرض في فمها الأخرس ...
وتركتني مُعلّقًا بين فكيّ سماء لا تبكي رائحتكِ ...
وثرى لا يُنادي عظامكِ !