ستون عاماً على النكبةِ
مضت ونحن في شقاءٍ وعذاب
وما زلنا نقاوم المحتل
ونستشهد على أقدس تراب
كنت طفلاً وأصبحت كهلاً
وفي الكفاح ما زلت شباب
احتلوا أرضنا وسفكوا دمنا
وبطون حواملنا بقروها بالحراب
شردوا شعبي وَلمّا يزل
يسكن في الخيام على التراب
قرارات أُمم أُهينت
ما كان لها راعٍ مُهاب
ستون عاماً مضت
وشعبي ينتظر الإياب
قرى وبلدات وكروم دمروها
وتين وزيتون وأعناب
لم يتركوا لنا بئر ماء
ولا نبعاً نرتوي منه شراب
حقنا بالعودة مشهود
ومن الأمم ما زلنا ننتظر الجواب
فلسطين قُسّمت دولتين
دون إنصاف وتقسيم مُعاب
قسمها إستعمار بريطاني ظالمٌ
حكم البلاد عقودا بانتداب
حقنا لن يُهضم ولو امتلكتم
كل أسلحة الدمار والخراب
إرحلوا عن ارضنا فلستم
لها مُلّاكاً وأرباب
اهانوا الشيخ والطفل
منا وانتهكوا الحجاب
وأمام الأب والأخ في نسائنا
نفذوا عمليات إغتصاب
ومحاكمهم التي يسمونها عدلاً
أباحت فينا كل أنواع العذاب
يدعون بالعدل والعدل
منهم قد ولّى وغاب
الظلم لم يبق طويلا
وسيجلو كما يجلو السحاب
لقد أقسم أبنائي وأحفادي
أن يزيلوا عن سماءنا كل ضباب
لن تضيع يا وطني
وما زلنا فيك نُهاب
لن تضيع هويتنا
ومع المحتل لنا ألف حساب
نحن فلسطينيون والموت في
النضال قد لذ وطاب
سنبقى شامخين رافعين
أعلامنا في سُهولٍ وهِضاب
وطني لن تضيع ما دامت
نساؤنا تلدن صبايا وشباب
وطني لن نبقيك مُحتلاً
ولا نخشى موتاً وسجناً وعِقاب
فعنصرنا منك مجبول
من صخر وماء وتراب
وطني لن نقبل فيك
غازياً ومُحتلاً وسلاب
داسوا كرامتنا وجعلوا
لنا في كل بيتٍ مُصاب
كسروا عظام جماجمنا
وأرجلنا والمرافق والكعاب
ومجزرة الحرم الإبراهيمي نُفذت
فينا دون خشية وارتياب
فاعلها يقولون عنه
مجنونٌ ومختلٌ وفاقد صواب
ويقيمون نصب تذكار لهُ
ومزارهُ أصبح ثواب
إرحلوا عن أرضنا وتاريخكم
بين الشعوب قد أصبح مُعاب
مستوطنون صالوا وجالوا
في بيوتنا فعلوا خراب
وجيوشهم من خلفهم تحميهم
وتحاصرنا وتغلق علينا كل باب
كنائسنا ومساجدنا دنسوها
وما اختشوا من الله حساب
والمسجد اﻻقصى حزين وشاهد
والدم فيه قد زاد انسكاب
نصلي وبنادقهم فوق رؤوسنا
فالى متى هذا العذاب
جنين ومخيماتها بطائراتهم ودباباتهم
هدموهم على من فيهم بإرهاب
اطفال ونساء وشيوخ
دفنوهم أحياء تحت ردم وتراب
والعالم على التلفاز يرى ويسمع
ما حل فينا وأُمتنا في غياب
وجيوش عروبتنا تحاصرنا بأوامر
حكام أذﻻء فقدوا الصواب
حواجز وانتظار بضرب ولكمات
يخلعون مﻻبسنا والثياب
حواملٌ على الحواجز أُجهظت
واعاقتهن عمداً لقتلِ وﻻدةٍ وإنجاب
احتﻻلٌ وتهجيرٌ وطردٌ
من بيوتنا ويسكنونها بإغتصاب
عقاب جماعي وتطهير عرق
دون عون لنا من جيران وأعراب
بيوتنا خلت من كل شيء سوى
حبات قمح وحفنة ماء في القِراب
نجوع ونتألم ولم نزل نقاوم
فلن يردعنا الموت وأقسى العقاب
سنصبر على الحصار والجوع
ولو اقتتنا بلحاءِ اشجارٍ وأعشاب
اننا ﻻ نخشى الجوع والموت
وحصاركم لم يردعنا ونتحدى الصعاب
نصبر وﻻ نغفر وبين فصائلنا
سيزول كل خﻻفٍ دون لومٍ وعتاب
ونطهر أرضنا من كل مُحتلٍ
باغٍ ومفتر حقود وكذاب
سنحرر كل شبر من أرضنا
ونقيم دولتنا بديمقراطيةٍ وأنتخاب
وبالعلم والمعرفة نبني ونعمر
مدارس وجامعات وفي العلم اكتساب
فأطمأن يا وطني سنزيل
عنك كل همٍ وغمٍ ونعيد الغياب
وسماؤك تصفو والحق
يعلو ويزول السراب
وتاريخ نضالنا قد أشرق
وسُجل في أعظم كتاب
وأصبحنا امة لها في التاريخ
وزن واحترام وحساب
وأقسمنا ان القدس عاصمة لنا
وحق العودة بالكفاحِ سَيُستجاب
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108
