نظرة في إنقياد أعمى !!!‍‍‍‍‍‍‍‍‍

قال تعالى : "ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون  قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا أيانا يعبدون "، وقال أيضا في الذين يتبعون قيادة ضالة ومضلة :"ربنا انا أطعنا كبراء سادتنا فاضلونا السبيل" ، فعلى كل إنسان أن يعرف وراء من ينقاد، والى أين يقوده ، لأن القيادة الصحيحة والحكيمة هي القيادة التي يجب ان نتبعها وننقاد ورائها،  لأن فيها الطمأنينة والنجاة.

22.06.2008 מאת: פורטל הכרמל והצפון
نظرة في إنقياد أعمى !!!‍‍‍‍‍‍‍‍‍

القيادة المغشوشة هي القيادة التي تقودنا الى الهاوية والضياع والمهواة، فهل لأعمى أن يقود إنسانا لا يبصر ؟، كلا ‍‍‍‍‍‍ لأنه كما قال المسيح في الإنجيل الطاهر : " لا يمكن لأعمى أن يقود أعمى، لأن كلاهما يسقط في الحفرة! "، وكقوله تعالى في القرآن :"هل يستوي الأعمى والبصير "، فالبصير يبصر ويرى ويميّز بين الأرض المعوجة والمستقيمة ، والأعمى يتعثر برجله ويتهاوى كل حين، فهو لا يقدر أن يقود نفسه، فكيف يقود غيره؟

لذلك علينا أن نميّز بعقولنا وبصيرتنا، وأن ننظر بالبصائر لا بالأبصار، فالبصيرة الباطنة أصدق من البصر الظاهر، ولا نغتر في كل شخص يأتينا فيقول لنا: كذا وكذا ونصدقه عن غير بيّنة، لأن الأقوال تحتاج الى براهين، فنحن نعيش في زمن يكاد الإنسان يشعر فيه بأنه في حلم وليس في حقيقة لشدة عجائبه وأهواله وكثرة إبتكاراته واختراعاته وعلمائه وخبرائه وكباره وعظمائه وأيضا مدلسيه ومضلليه وطغاته، فالعالم الإنساني اليوم وصل الى أرقى درجات العلم والمعرفة، فالعلوم كثيرة ومتفرعة، ومن خلالها وصل الإنسان الى أرقى الصناعات والتقنيات التكنولوجية، عدا عن علوم الطب بما فيها الكيمياء والفيزياء والبيولوجيا والهندسة الجينية والوراثية وأيضا علوم الهندسة وصولا الى علم الكهرباء تلك المعجزة والقدرة التي تفوق عقول البشر لما يظهر منها من أحوال عجيبة، فهي كالروح التي تدخل جسم الإنسان فتجعله يحيا ، فلا تحس ولا تلمس ولا تراها العين، ولكنها تؤثر تأثيرا عظيما فيها نفقد الحياة، لأنها تعمل على قطبين سالب وموجب كالظلمة والنور والشر والخير وبدون أحدهمالا تعمل كما أنه بدون الظلمة والشر لا يتحقق الإنسان فضيلة النور والخير ويبطل مفعول النور والخير.

فالكهرباء تسري في الأسلاك النحاسية والمعادن، فتعطينا الحرارة(كالمدفئة) والبرودة(كالثلاجة) والرطوبة(كالمروحة) واليبوسة(كفرد الشعر) وغيرها، فهي تنير لنا الظلام الدامس كما الكواكب النيّرات، فتجعلنا نبصر الأشياء، وتحرك الالات والماكنات والطائرات والسيارات والسفن والرافعات والخافظات، فهي طاقة متعددة الصفات.

كما أن التراب والماء والهواء يتغذى منه كل كائن حي، فهناك النباتات ذات الأصناف الوفيرة والألوان الخلابة والأطعمة المتنوعة وهناك الحيوانات المتعددة والمعادن وغيرها وكلها تخرج من باطن التراب وتحتاج الى الماء والهواء، فهي باختصار روح هذا العصر والمحركة لجميع ما توصل اليه الإنسان في شتى المجالات.

فكل شيء في هذا العالم يسير وفق نظام، وهذا النظام يدل على القوة أو العلة  العاقلة التي أسماها السيد أفلاطون والتي أعنى بها الخالق جل جلاله، لأن أفلاطون أثبت وجود الخالق بحقائق علمية فلسفية وعقلية عن طريق برهانين اثنين:  برهان الحركة ، وبرهان النظام، لأن الإنسان العاقل يعمل بعقله وقلبه وليس فقط بالأخير، لأن الأمور جميعها تحتاج الى إثباتات وبراهين، وهذه الاثباتات يجب أن تمر من خلال العقل ليعقلها ويطبخها حتى يستوعبها ويقبلها إذا كانت صحيحة ومحقة، ويدحضها إذا كانت غير قابلة للعقل، وبالتالي للنظام والقانون الذي تعمل عليه الطبيعة بتأييد الخالق، فكمال الصنعة تدل على كمال الصانع فلا شيء في هذا العالم يكون مخالف لقوانين هذا الكون.

فأي مخالفة للمعادلات الرياضية والفيزيائية والكيميائية لهذا النظام الكوني يحدث خللا وتشويشا لمفهوم النظام، فكل مادة في عالمنا هذه مبنية على أربع طبائع كذلك الكهرباء والنار، وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والتي هي الأربع أركان النار والماء والتراب والهواء، وهي ترتبط بالفصول الأربعة الشتاء(البرودة) والربيع (الرطوبة) والخريف(اليبوسة) والصيف(الحرارة).

فهناك اثنعشر برجا ولكل ثلاثة منها طبع من هذه الاربعة طبائع لتدبيرعالمنا الجسماني هذا بأرضه وما عليها وسماءه وما فيها، وأيضا في الجسم أربعة أخلاط الصفراء والسوداء والدم والبلغم فإذا اختل أحدهم أحدث مرضا خطيرا في الجسم كالطاعون والسرطان ومرض الجنون الذي هو من السوداء وغيرها، والإتجاهات أربعة الشرق، الشمال، الغرب والجنوب، والرياح أربعة الصبا، الدبور، الجربياء والتيماء وغيرها.

وإذا عدنا الى أصغر الإشياء في هذا الكون وهي الذرة نجدها مكونة أيضا من اربعة أجزاء الالكترون والبروتون والنيترون والنواة،  مما يدل على ثبات نظام هذا الكون وأن مصممه واحد وهو الخالق، فالإنسان بعلمه يحاول الوصول الى ذاك الكمال العاقل، فهو يحاول ويحاول يفشل تارة وينجح تارة أخرى ولكنه لا ييأس.

فكل ما توصل اليه الانسان هو ثمرة جهوده الجبارة التي لا تعرف اليأس، وأيضا كلها مبنية على معادلات حسابية وفيزيائية وكيميائية تتلائم والطبيعة التي يعيشها الإنسان أي أنها ليست ميتافيزيقية (فوق الطبيعة) فكل شيء خارج عن مفهوم عقل الإنسان يسمى ميتافيزيقيا، ولكنه في غامض علم الخالق هو طبيعي له قوانينه، لأن كل ما في الوجود في النهاية يعمل على تقنية واحدة ولو اختلفت الاشكال، وإذا وجد هناك شيئ غريب فلا بد أن نعيد النظر فيه لعله يتطابق مع النظام الجاري لهذا الكون ولكنه إذا خالفه فلا بد من شيء يختبيء وراءه، ولكن في النهاية يزال الغبار عنه ليتضح إذا كان حقا أم باطلا.

لذلك علينا التروي في كل الأشياء وأن لا نستعجل بالحكم عليها قبل دراستها والتيقن من صحتها وعدم صحتها، وأن لا ننجر وراء أي شخص كان، لأنه يجب علينا أن نعرف ونتيقن إذا كان يسير بنا الى طريق نرى من خلالها الضوء أم لا، لأننا إذا سرنا وراء من هو ضائع فسوف نضيع ونهلك، ونندم على  اتباع من لم يكن أهلا لذلك ، وما أحوجنا في هذا الزمان لمن هو أهل للثقة والأمانة ومخافة الله، لأنه كلما أعجبنا شخص وظننا به الصلاح ، واتبعنا خطاه ،  يتضح لنا أننا أخطاءنا الإختيار، ووقعنا في الحيلة والإختبار، وخاب مسعانا، ووقعنا في هوى من أغوانا، فنعود لنلملم أنفسنا لنبحث عمن هو أصلح وأبقى.

ولكن هيهات هيهات، فقد وقعت بنا الحيرة، وافتقدنا منا الغيرة ، لأننا أصبحنا في زمن القائد فيه كذوب، ورأسه حتى أخمص  قدمه عيوب، فليس لنا سوى العودة الى علام الغيوب، لمغفرة الخطايا والذنوب ،لأنه هو الحق وما سواه باطل، وهو النور وما سواه ظلمة، وهو الصدق وما سواه  كذب، وهو العادل وما سواه جائر، وهو الوفاء وما سواه خائن، فالقائد من يخاف الله،ويستشعر وجوده، ويحذر من انتقامه، فيسلك الصواب، ويقود الى حسن المآب، فينجو بنفسه، ويحرز من لاذ بكنفه، فهو لا يتبع هواه ، ولا يصغي الى من استغواه،  بل يضع نفسه عند قدرها، ويعترف بفقرها وعجزها الى ربها،  لأن الراعي الصالح كما قال المسيح –ع – يعرف رعيته ، ورعيته تعرفه بأنه مخلصها ومنقذها وصائنها،  وأنه يبذل نفسه من أجلها، لذلك هي تطيعه وتسمعه وتتبعه، لأنه لا يدعيها الى هلاكها بل الى نجاتها،  ونجاتها بسماع من أرسله، لأن من أرسله فيه الحياة الأبدية، وكما قيل عن أحد الملوك الصالحين،  بأنه مرض وعندما عرض على الطبيب، قال له الطبيب : ما عليك سوى أن تنام قليلا، وتعطي جسدك بعض  الراحة،  فقال الملك الصالح : كيف لي هذا وأنا إذا نمت في الليل أضعت نفسي،  وإذا  نمت في النهار اضعت الرعية "،  فانظروا الى من اوكلت له الامور كيف يرعاها؟ فهو يفضل أن يبذل نفسه من أجل رعيته، لأن رعيته تستحق العناء والتضحية، فجميع البشر كما قال أحد الأنبياء:  "غارّون مغرورون، ظالمون مظلومون" ، لأنهم  مغرورون فيمن يقودهم،  ومظلومون بمن يسوقهم.

فالإنسان العاقل ينظر بعين البصر والبصيرة،  ويرى بنظر ثاقب، ويعرف حق المعرفة من هم الأشخاص الذين عليه اتباعهم ، ومن هم الذين يجب تجنبهم وعدم الإصغياء إليهم والإنجرار وراءهم،  وأيضا عليه مداراتهم لئلا يلحقه منهم  أذى في مجاهرتهم،  وعدم طاعتهم ، وما أصعب الزمان الذي نعيش فيه،  لكثرة الفساد والمفسدين،  والكذب والكذابين ، والمكر والماكرين. 

فهم أشبه بحريق النار، وإني هنا لا اوجه كلامي قاصدا به أحدا ، وإنما اريد التحذير لي ولكم من الوقوع في شرك المموهين، لئلا نقع ضحية ، ونفقد الهوية ونصبح في بلية،  ويتضح لنا بأن من صدقناهم،  واقتفينا آثارهم ، وائتمناهم وصادقناهم ، هم أفاع و شياطين،  لقوله تعالى :"كمثل الشيطان إذ قال  للإنسان اكفر،  فلما كفر قال إني بريء منك،  إني أخاف الله رب العالمين "،  وكما قال تعالى أيضا :"إن الشيطان لكم عدوا،  فاتخذوه عدوا ، إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ".

فلنحذرأهل  الكذب والنفاق، ونتبع أهل الصدق والوفاق ، وأخيرا لننظر الى أنفسنا ونصلح ما حدث فينا من الفساد، ونسعى لتنظيم أنفسنا إجتماعيا وتربويا، أخلاقيا وثقافيا،  إقتصاديا وسياسيا، وأن نعمل لإستقلال بعض المؤسسات التي تخصنا كطائفة لها منهاجها الديني والاجتماعي والثقافي ونقيم مستشفيات تتلائم وتقاليدنا وأيضا نهتم بمثقفينا ونمنحهم الدعم المادي والمعنوي ونعطيهم الإطار الذي يرعى شؤونهم وعلى رؤوس الأموال منا رعايتهم لعله يظهر منهم نوابغ يفوقون بعملهم نوابغ أخرين مما يمنحنا الارتياح الذاتي وأيضا تنظيم مؤسساتنا المحلية، وتحسين إدارتها، ومنحها الثقة.

وأيضا دعم مدارس إشراقية ذات الصبغة الدينية للحفاظ على تربيتنا التوحيدية، وبناء جناح خاص للفتيات المتدينات للتعليم الأكاديمي داخل قراهم ليتخصصوا في مواضيع علمية وتربوية تعود عليهن وعلى مجتمعهم بالفائدة، وأيضا إقامة مدارس للبنات والبنين، لأن الإختلاط هو السبب الرئيس في تدني مستوى التعليم.

وأيضا إقامة لجان ترعى بشؤون المجتمع وتلقي الأضواء على السلبيات والإيجابيات، وكل ما يحدث من تغييرات وتطور على مجتمعنا الدرزي من تعاطي المخدرات والكحول، وتفشي القتل والزنا والسرقات، ثم إقامة صندوق مالي عن طريق التبرعات ليخدم ما نحتاجه في شتى المجالات بحيث يعود بالفائدة على المجتمع ككل.

أيضا تنظيم محاكمنا الدينية ، والإلتزام بما يقتضيه شرعنا الديني في شؤون الزواج والطلاق والإرث والوصية وغيرها، لنحكم بالعدل والإنصاف، لأنه هناك بعض الإنحراف في هذه القضايا ، مما يجعل هناك تذمرا، وهذا يدفع البعض الى الذهاب الى محاكم اخرى غير مذهبية ، مما يسيء لنا كطائفة معروفة  بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة في شؤون الزواج والطلاق، وأيضا علينا أن نجد حلولا لبيوت العزاء والمقابر لتسهيل مراسيم الدفن والصلاة ، ولا ننسى قضية الأرض، فعلينا توحيد الصف لمنع مصادرتها ، لأن الأرض هي وجودنا " نكون أو لا نكون"، لذلك علينا أن نتوحد ونتغاضى عن الأغراض الشخصية ونهتم بالمصلحة العامة لا الخاصة لتعود بالفائدة علينا جميعا .

תגובות

4. غدير قنطار לפני 17 שנים
تحياتي المسائيه
3. דרוזית צפונית לפני 17 שנים
يعطيك العافي , مقال كثير حلو
2. درزي بحبش العوج לפני 17 שנים
القياده مش نافعه
1. انسان يحترمك جدا לפני 17 שנים
غير واضح

מומלצים