عنصرية بن غوريون

واقعة تاريخية نادرة: دافيد بن غوريون أراد أن يبني للمستقبل قيادة شرقية, تحكم الدولة في نهاية سنوات السبعين " ! ولكن فكرته لم تكن وليدة نوايا حسنة, ففي تموز 1962 عُقِدت في مكتب رئيس الحكومة جلسة بشأن نقابة المعلمين, ولكن سرعان ما تحوّلَت الجلسة إلى نقاش صاخب حول اليهود الشرقيين والغربيين.

14.06.2015 מאת: سامي منصور
عنصرية بن غوريون

وقد طرح بن غوريون " سؤالا مصيريا " حول منهج التعليم : هل علينا تنفيذ منهج تعليم موحَّد لكل الطلاب أم يجب تدريج المنهج حسب مستويات مختلفة ؟ فقال سكرتير نقابة المعلمين " شالوم لفين " :" إذا قمنا بتقسيم منهج التعليم إلى مستويات سيُفْقَد التواصل بين الشرقيين والغربيين " , هنا عارض بن غوريون بشدّة وقال : " إن الخطر يكمن بأولاد لم تتلقَّ أهاليهم ثقافة يهودية ملائمة, فهم أشبه بأولاد العرب وبعد سنوات قليلة سيصبحون هم الشعب ونحن الشرقيين, إلا إذا بذلنا جهودا جبارة ربما لن تنجح لمحاولة الارتقاء بهم إلى مستوانا الأوروبي. هل باستطاعتنا انتقاء البارزين والمتفوقين جدا منهم وتحضيرهم لقيادة الدولة, وفق إرادتنا وحسب تعليماتنا ؟ إن هذا غير معقول بمنهج تعليم موحَّد.

وثمة سؤال : كيف سيكون شكل الدولة بأكثرية شرقية, فلمعظم الشرقيين أكثر من ستة أولاد وللاشكناز ولدان, فهل سننزل بمستوى الغربيين أم سنعلو بالشرقيين, لذا علينا انتقاء القلّة من المتفوقين وتثقيفهم ثقافة خاصة, وإلغاء ثقافة المعدّلات فالمعدّل سيكون معدلا عربيا لأن ثقافتهم اقرب إلى العربية. إن ما يخيفنا هو أن الأكثرية الشرقية لن تنتخب يهودا غربيين. علينا الاهتمام بالتعليم الخاص وليس فقط تعليم اللغة العبرية, فحتى العرب يجيدونها.

وأنا أتساءل أي نوع من اليهود سيكونون, هل يهود وفق ما يلائمنا أم كيهود مراكش كما تربّوا ؟ إن منهج تعليم موحَّد سيجرّ الأقلية الأوروبية نحو الأكثرية الشرقية, فهل هذا ما تريدون " ؟ وهنا انبرى شالوم لفين متحديا : " يجب البدء معهم من جيل الروضة بدل بقائهم في البيوت حتى دخولهم الابتدائية " , فقاطعه بن غوريون غاضبا : " الروضة لا تفيد بشيء بل علينا تنقية النخبة المتفوقة منهم وتعليمها تعليما عاليا.

يجب أن نتصرف كأوروبيين ونتناسى أن الشعب اليهودي أبيدَ في الحرب العالمية الثانية. ما الفائدة في دولة يهودية شرقية ؟ هل ستفتخر بنا يهود العالم " ؟

وفي نهاية المطاف لم تتحقق نبوءة بن غوريون : ليست في إسرائيل أكثرية شرقية ساحقة, والغربيون لا يزالون يملكون تقاليد الحكم, واللغة العبرية أخذتْ تضيع بين اللغة الروسية ولغات أخرى, بينما صدق في أمر واحد : اتساع هوّة الخلافات المتنوعة بين الشرقيين والغربيين, ونفور الشرقيين من سياسة المباي حتى طرده من الحكم عام 1977 . 

 ( من أرشيف حزب العمل )

תגובות

מומלצים