( لينتش )

هذه الكلمة انجليزية المصدر lynch , وهي عملية عنف من قِبَل جمهور ضد إنسان بدون محكمة, بادّعاء أو الظنّ أن ذلك الإنسان قد قام بجريمة ما. وعملية اللينتش تتضمن عادةً أنواعا من التعذيب النفسي أو الجسدي للمُعاقَب. كما يُستَعمَل هذا المصطلح على مَن أدينَ ظلما بدون محاكمة عادلة.

30.11.2015 מאת: سامي منصور
( لينتش )

ومصدر هذا المصطلح مزارع كبير وقاضي صلح من ولاية فيرجينيا, في الولايات المتحدة يُدعى " ويليام لينتش " الذي كان يحكم بالإعدام, ضمن محاكم ارتجالية, على مَن اتُّهِم بالتضامن مع الانجليز, وكان للمحكمة مُدَّعٍ عام دون أن يكون للمتَهم محامٍ للدفاع. وقد كانت محاكم " لينتش " منتشرة في القرون الوسطى, وكانت تعمل ضد الأقليات في بعض البلدان, وزاد انتشارها في الولايات المتحدة بين 1882 إلى 1951 , خاصة ضد الزنوج وباقي الأقليات كالهنود واليابانيين.

وفي مجتمعاتنا,بما فيها من التعاطف الزائف والحقد والكراهية, والحسد والتعصب والعنصرية, والرجعية وحتى التخلف, رأينا ولم نزل, الكثير من محاكم " اللينتش " حيث تعمل بعض الناس عمل القاضي والجلاد, " فتحاكم " مَن تشاء وقت ما تشاء باتهامات ما تشاء, وتصدر الأحكام على هواها دون محاكمة, وهذا ما يُدعى " المحكمة الشكلية " (משפט ראווה), وهي محكمة جماهيرية تحكم فيها بعض الناس على غيرها دون محكمة, وتُصدِر قرارات عشوائية ليس فيها من المنطق شيء, والقصد منها ليس البحث في " اتهام المتهم ", وإنما تشييع التهمة بين الناس دون إمعان التفكير بنتائجها أو أبعادها, ولذلك نرى كثيرا من الناس اتُهِموا باطلا بناءً على محكمة الكارهين الحاقدين, والمنتقمين والناقمين والمُحبَطين

ومجتمعاتنا ماهرة في هذا النوع من " المحاكم ", فما أن يُطلِق احدهم إشاعة ما حتى ينقسم المجتمع إلى آراء عديدة, ومواقف كثيرة بين شافق وشامت, وبين مؤيد ومعارض, وبين مبهّر ومملّح, وبين ناقد وساكت, وكل ذلك دون فحص دقيق للأمور, وهناك من يسكت على مضض وهناك من لا يعلّق لغايات رخيصة, وفي هذا " محكمة لينتش" للمجتمع بأسره,  ومن هنا تقصر الطريق للوصول إلى ما يُسمّى في علم الاجتماع " جريمة كراهية " ( פשע שנאה ), وهذا المصطلح يصف جرماً ينتقاه المجرمون لضحيتهم, على أساس كراهية لشخص أو لمجموعة.

وتستند الكراهية في هذه الحالة على الآراء المسبقة أو عن طريق الوراثة. وقد تتضمن  "الجريمة الكراهية " عنفا كلاميا أو جسديا, وتحوي تخريبا متعمدا وتحريضا, إطلاق إشاعات كاذبة, اتهامات مختلفة وقد تؤدي بفاقدي الضمير إلى القتل والعياذ بالله. وتختلف جريمة الكراهية عن باقي الجرائم لصلتها الوثيقة بالمجتمع, على مختلف انتماءات أفراده ومعتقداتهم وأفكارهم ومعقوليتهم, وفي أحيان كثيرة يتبيّن أنها جرم خطير جراء التعصب الأعمى والعنصرية الجوفاء .

ومن أسباب جريمة الكراهية الخوف من التغيير ولو كان ايجابيا, الحسد, عدم القبول بالواقع, الانتقام وعدم الإرادة للتقدم والازدهار. كما تؤدي جريمة الكراهية إلى تفكك المجتمع, نظرا لاختلاف الآراء وللأسف نرى في مجتمعنا المتخاذل أن الاختلاف في الرأي, وخاصة السياسي, يؤدي إلى خلاف اجتماعي بين أكثر من شخصين, بسبب عاطفة القرابة أو الصداقة فنحن لم ندرك إلى الآن الاستقلال بالرأي, وما زال معظمنا يسير على " سياسة القطيع ", التي أكل عليها الهر وشرب.

ولكي لا يقع مجتمعنا في شر مستطير علينا تثقيف أنفسنا ثقافةً مختلفة, وتثقيف أبنائنا منذ سن الطفولة على نبذ الكراهية, وتعليمهم المحبة والخير والعمل للصالح العام, وتدريبهم على احترام الرأي الآخر, فالمجتمع لا يستقر إلا بالمحبة والاحترام المتبادل.

תגובות

מומלצים