بائعة العطور

كان يا مكان في بلاد بابل امراه ولديها دكان عطور، وفي أحد الأيام دخل دكانها رجل يلبس ثياب رجل فقير وطلب منها ان تختار له نوع من العطور التي عندها. فبدأت تبحث له عن نوع عطور جديد, وبينما هي تبحث عن العطر سألها الرجل: يا سيدتي من اي مادة تصنعين العطور؟

21.01.2018 מאת: انيسة هزيمه
بائعة العطور

تفاجأت المرأة من سؤاله وأجابته: هذه العطور تصنع من الزهور.   نظرت اليه المرأة وقالت له: لباسك يدل أنك تعيش في الغابات, فغريب أنك لا تعلم كيف تصنع العطور؟

فأجابها: لم اتعلم الكثير، ومن ثم سألها عن نوع من الزهور وهي نادرة الوجود واذا عطر مصنوع منها. فأجابته: لا, لأنها غاليه ونادرة الوجود ولا استطيع ان اجدها. فهذه الزهور لا نجدها الا عند النبلاء. 

قال لها, اذا اتيت لك بها هل تصنعين لي منها عطرا؟  فقالت نعم ولكن من اين ستجدها؟ فابتسم الرجل وخرج من الدكان وعاد اليها في يوم الغد وكان يحمل بيده الزهور التي وعد بان يأتيها بها. ذعرت السيدة وقالت له: ايها الرجل ما هذا, كيف حصلت على هذه الزهور ومن اين اتيت بها؟

قال الرجل: من مكان ما. فقالت له البائعة: انت سارق, اذهب من هنا فلن اسمح لك بان تخرب سمعتي ولا اقبل اي شيء حرام. فخرج الرجل من الدكان ووجد بائع آخر فعرض عليه الزهور وطلب منه أن له عطر, فوافق هذا البائع ولم يسأل الرجل عن مصدر هذه الزهور.

وأستمر الرجل بإحضار الزهور كل يوم وكان البائع يصنع له منها عطرا. وبعد مرور بعض الأيام عاد الرجل الى الامرأة وقال لها: انا اعرض عليك بان تدخلي القصر الملكي وهناك تجدين الكثير من الزهور المميزة والنادرة, فقد تستطيعين صنع عطور فريدة من نوعها وهكذا تكسبي الكثير من المال.

فأجابته البائعة: ما هذا الذي تطلبه مني وكيف تتكلم معي بهذه اللغة ؟ وطلبت من الخروج من دكنها. وفي اليوم التالي أتى  عدد من حراس القصر الملكي وطلبوا منها ان ترافقهم. فشعرت البائعة بخوف رهيب وقالت لحالها, لقد قبضوا على هاذا اللص ووضعني في مأزق كبير، فماذا علي ان افعل؟ خرجت البائعة من الدكان بمرافقة الحراس وكانت على علم بان الملك بنفسه  سوف يجلس معها.

شعرت بخوف كبير وقالت يبدو ان هذا اللص قد اخبرهم عني فماذا يمكنني أن اقول للملك؟ دخلت الغرفة وشاهدت الملك ينظر عبر الشباك الى حدائق القصر, فخاطبها الملك, من دون أن ينظر اليها قائلا: يا ايتها الامرأة, انت تعملين في العطور؟ قالت له نعم, انا اعمل واعرف ان هناك لص قد أتى  الي  وكان يسرق من حدائق القصر الزهور النادرة وغالية الثمن وانا اعلم لما انا هنا، قال الملك لو اتيت بك الى هنا كي تأخذي من الزهور وتصنعي لي منها العطور هل ستقبلين؟

فأجابته البائعة: لا اعلم ماذا تقصد؟ ولكن اذا اردت انت فنعم سأقبل, فقال حسنا.

وفجأة دخل عليهما البائع الاخر الذي كان يصنع العطور من الأزهار التي أتاه بها الرجل, وقال له الملك: انت قد أتى اليك رجل وكان يعطيك الزهور وكنت تصنع له العطر.  ذعر البائع وقال نعم لكن لم اعلم من اين أتى  بها واقسم باني لم اساله من اين مصدرها.

فسأله الملك لما لم تساله ؟ قال: لم ابالي لمعرفة مصدرها. فبعد سماعهما نظر الملك الى البائع والامرأة وفوجئا الاثنين بان الملك هو ذلك الرجل الذي كان يأتيهم بالزهور،

فقال الملك للرجل: أما انت فسوف تعاقب، ومن ثم نظر الى البائعة وقال لها: سأكافئك على تصرفك وسوف تملكين الحق بدخول القصر دائما وقطف الزهور لتحضير العطور وبيعها كما تشائين.  فبدا البائع يبكي قال للملك: يا مولي لدي بيت وعائلة وسوف يموتون الجوع اذا دخلت السجن.

فعند سماع البائعة لكلمات الرجل، نظرت الى الملك وقالت: يا مولاي, ليس لدي عائلة وأنا أضحي بمحبتي وبكل ما أملك من أجل هذا الرجل عائلة, فضميري سوف يأنبني طيلة حياتي ولن ارضى بان يتألم طفل أو يجوع بسببي ولهاذا أطلب أن اسجن مكانه.

نظر اليها الملك بإعجاب واحترام وتقدير وثم نظر الى البائع وقال: محبة هذه المرأة جعلتني أعدل عن قراري وسوف امنحكم الحرية ولكن بشرط واحد وهو ان يكون لكم دكان واحد ومشترك للعطور وتعملون به الاثنين، فوافقا وعملوا مع بعض بمحبة وسعادة وكان الملك يزور دكانهم يوميا وهو سعيد بالمحبة التي كانت بينهم.

תגובות

מומלצים