أباريقُ الكلمةِ ... بساتينُ نورٍ

24.01.2018 מאת: مرام عطية سوريا
أباريقُ الكلمةِ ... بساتينُ نورٍ

شعاعٌ أزليٌّ تفرَّدَ بالإشراقِ ، حملَ بساتينَ الرَّوعةِ 

والقيمِ ، حلَّ نبضَ حياةٍ في الإنسانِ والحيوانِ في النباتِ والأشياءِ، إنَّهُ الكلمةُ ، مدينةَ الحضارةِ  تلكَ الأنثى السليلةُ النَّسبِ الرفيعةُ المقامِ .

رأيتُها طفلاً يتيماً شرَّدتهُ الحربُ فباتَ في خيامِ التشردِ يتأوَّهُ ، يدمعُ ، وأمَّاً تصلُ آناء الليلِ بالنهار سعياً حثيثاً لتدفعَ عن أطفالها الجوعَ والمرضَ، وجنديَّاً يقبضُ على الزنادِ ساهراً يذودُ عن حياضِ الوطنِ، وعاملاً يدأبُ لرفعَ الجوع عن المساكين، وفلاحاً يرسمُ خريطةَ حبِّ جديدةٍ لتورقَ السعادةُ ، يسابقُ الطِّيورَ في رحلةِ العملِ تزيِّنُ  جبينهُ حبَّاتُ الغارِ سمعتها قصيدةً عذبةً ترتدي ثيابَ الجمالِ والطُّهر و تزورُ خيامَ المشردين تمنحهم جرعاتٍ من الصبرِ والحبِّ ،  ورأيتها جماهيرَ تهتفُ للسَّلامِ و الحريِّةِ ، تعلنُ التَّمردَ على سياسةِ القهرِ والاستبدادِ، تحاربُ أتباعَ الجشعِ والأنانيَّةِ لمستها ترياقاً للمرضى والمجروحين و آسياً للمكلومين والضُّعفاءِ ، هديَّةً ثمينةٌ للفائزين والناجحين في أعمالهم وترفُّعهم الدراسيِّ والمهنيِّ .

سمعتها معزوفة وطنيةً تعتزُّ بأمجادِ الوطنِ 
أغنيةَ شوقٍ وحنينٍ للأهل والأحبَّةِ 
رأيتها زورقاً ينقلُ المسافرينَ إلى بلادٍ نائيةً و يقلُّهم بسرعةٍ ، كما رأيتها مرفأً للنجاةِ 
و سمعتها تقصُّ رواياتِ الصيادينِ والمنكوبين والعشاقِ  تصوبُ بندقيتها على الظالمينِ تبني عالماً جديداً يرتقي به بنو البشرِ أجمعينَ  .

 شعاعٌ يعشقُهُ أبناءُ النورِ ، سلالهُ المترَعةُ بالقمحِ والَّلوزِ أصابتْ قلبَ الظُّلمةُ بالغيرةِ فساااارعتْ لتغيِّرَ بوصلةَ السَّلامِ ؛ أعلنتْ الحربَ على أنثى النورِ ؛ جنَّدتْ جيوشها ، وبدَّلتْ خرائطها لتحتلَّ أقاليمهُ   الثَّريًّةَ بالخيراتِ ، وزرعتْ بذورَ الزؤوانِ والحنظلِ  بين الأمم ، فنعقَ البومُ في الممالكِ ، وعمَّ الخرابُ في المدنِ  ، الفقرُ والمرضُ يهرولانِ نحو السهوبِ والوديانِ الآن .

أيتها الأنثى الشُّعاعُ ، لاتخشي هذا المدِّ العولميِّ السَّافرِ ،أعيدي للكونِ بريقَهُ ، اهدمي مدنَ السِّلاحِ السوداءَ ، وشيِّدي صروحَ العلمِ والأدبِ اعرفكِ  رسالةَ حضارةٍ و محبَّةٍ منذُ البدءِ ، اسكبي أباريقَ دهشتكِ  في القلوبِ العطشى للحبِّ والسكينةِ والبسي آيَاتِ الإعجازِ والإبداعِ كماكنتِ في الكتبِ السَّماويةِ وفي معاهدِ العلمِ والاختراعِ .

في محرابك يتطهرُ الخطأةُ  ويتوبُ الكفارُ 
يجدُ المشرّدُ بيتهُ ويؤوبُ المسافرُ إلى أحضانِ الوطن .

תגובות

מומלצים