سهرة سمر

08.08.2022 מאת: هادي زاهر
سهرة سمر

 

سهرة سمر

مشهد مسرحيّ قصير

 

الموقع: شاطئ البحر

الشّخوص: مجموعة كبيرة من الأشخاص من مختلف الاعمار.

ملاحظة: التصريحات الواردة التي جاءت على السنة الشخصيات المذكورة كلها صحيحة مئة بالمئة.

المنظر: طاولات متقاربة من بعضها البعض تعجّ بالمشروبات البذورات وأكياس التّسالي، إلى جانب الطّاولات سجاجيد مفروشة على الرّمال، يجلس عليها الحضور، وهناك من تبرّع بتولّي تقديم المشروبات والتّسالي بعد أن توضع في الصّحون، ابتعد بعض الأشخاص كي يمارسوا بعض التمارين رياضية، وسرعان ما عادوا إلى الجَمعة، تخلل القاء الكثير من العناق، وكان قد تواعد عدد من الضّباط القدامى وأولادهم وحتّى احفادهم الكبار على اللّقاء بالقرب من الشّواطئ نحشوليم-1 في الشمال البلاد لقضاء سهرة سعيدة ولتجديد عمليّة التّواصل والتّعرّف على بعضهم البعض أكثر، لا سيّما الجيل الجديد، كان الجو ربيعيًّا والضّوء المنبعث من النّجوم والقمر يتلألأ في المياه، كان صوت الامواج المتعاقب هادئًا، وبين الفينة والأخرى تهب نسمات تحمل بعض الرذاذ مما ينعش الروح ويضفي جوًا بهيجًا على الحضور، لا سيما وأن  الجعة وغيرها من المشروبات الرّوحيّة أخذت مفعولها ممّا زاد من التّلقائيّة والمسامرة بين الحضور، طلب أحد الحضور أن يعرّف كلّ على اسمه الثّلاثيّ بشكلٍ دائرٍ حرصًا على النّظام كما قال، بعد ذلك أخذ كلّ يحكي قصّته متباهيًا، كان الحديث حول ما قام به كلّ منهم اثناء خدمته في الجيش.

 

 قال دافيد شمول بن شيمول: انا قصفت سيّارة باص فلسطينيّة بصاروخ – لاو- قتل من قتل وجرح من جرح وها أنا معكم حيث حكم عليّ بالسّجن، ولكن كان سجني على عينك يا تاجر حيث سُمح لي بالعمل خارج السّجن شريطة أن أعود للمنام داخل السّجن، ونهال عليه التّبجيل، كلّ الاحترام والتّقدير، والتقت الاكفّ لتصدر صوتًا عاليًا.

 

 وقال شخص: (وكان واضحًا أنّه كبير في السّن) أنا خدمت كجنرال في سيناء قتلت هناك 49 أسيرًا مصريًا في حرب ال 67 وعلا صوت التصفيق والتبجيل.

 

 دافيد سلطان: أُتّهمت بقتل أكثر من مئة أسير مصريّ، وقد عملت بعدها سفيرًا لبلادي في مصر. ويضحك بصوت عالٍ ههههههه (ويضيف) أمّة جاهلة.

 

 ندعم ردمان: أنا أطلقت النّار على ستّة مواطنين في تبرون ثمّ قدمت تقريرًا طبيَّا يشير بأنّي مجنون ولم أقدم للمحكمة ثم يضحك هههههه (علا صوت التّصفيق وقد ارتفع صوت يقول لمثلك تنحني القامات، وتجاوب الحضور وارتفعت الأصوات الّتي تقول كلّ الاحترام). 

 

 جور هامرك: (وقد اشرأب بعنقه) انا انتهزت الفرصة عندما كان مواطنًا فلسطينيًّا راكعًا يصلّي قمت بتحطيم جمجمته حتّى فارق الحياة علمت أنّ اسمه أحمد خطايطة.. شعور رائع وانت تشاهد منظر الدم يسيل من جمجمة العربي.

 

صوت: تصفيق يا اخوان (وارتفع صوت التصفيق وبعد ان هدأ صوت التصفيق) إنّ مثل هذا الأسلوب هو الأنقع والنجع، القتل اثناء الصّلاة كما فعل القدّيس باروخ جولدشتاين رحمة الله عليه الّذي قام بمذبحة الحرم الابراهيميّ.   

 

وهنا قال أحد الحضور بحماس شديد: يا هيك الشّعل يا بلاش.. كلّ الاحترام.. ولنقف دقيقة واحدة احترامًا لروح القديس باروخ جولدشتاين.

 

يقف البعض ويعم الصمت لدقيقة، بعدها يطلب من الواقفين الجلوس، وهنا يبادر بن موشي للحديث

بن موشي (بصوتِ عالٍ): من الضروري ان نُعرّف الجيل الجديد على ما قام به الجيل الذي سبقهم وكم ضحى من اجلهم وبدوري بودي ان اعلمكم كيف استطعنا ان نحرر "يورشلايم".. إنّ الوحدة الّتي كنت أقودها قامت بهدم حيّ المغاربة وهو عبارة عن 135 بيتًا، مقابل حائط المبكى كي نُقيم باحة واسعة أمام الحائط، كما طلبت من وحدتي بتصفية مجموعة من الأطفال.

 

ارتفع أصوات تقول: كلّ الاحترام، لمثلك ترفع القبّعات (ودوى صوت التّصفيق لفترة طويلة).

 وعلا صوت الغناء:

 أورشليم الذهب والنحاس والنور.

الجو الجبلي صافٍ كالنبيذ ورائحة الصنوبر

حملت بروح العرب مع صوت الاجراس.

وفي غيبوبة شجرة وحجر أسير في حلمها

المدينة التي تسكن وحدها تجلس بقلب بني.

 

أورشليم الذهب والنحاس والنور.

 

وبعد ان توقف الغناء

بن فورات: وانا أيضا بودي ان أشرح لكم عن دوري.. كنّا مجموعة أذكر منهم ابراهيم دفر، مكس تبط بن صور وموشي هلل، قمنا بنسف كنيس " مسعود شمطوف" اليهوديّ في بغداد على المصلين اليهود كي ندفعهم للهجرة إلى هذه البلاد، ومن دواعي سرورنا انّنا نجحنا في المهمة بعد أن سيطر اليهود في العراق على الأسواق وكانت حياتهم رغيدة ولم يتجابوا مع الحركة الصّهيونيّة فكان لا بدّ من القيام بنسف الكنس اليهوديّة على المصلّين اليهود حتّى يعتقدوا بأنّهم ملاحقين هناك من قبل المسلمين، صحيح أنّه كان هناك قتلى ولكن الخطّة نجحت واليوم من يعيش هنا هذا بفضلنا، لقد أقمنا بعد ذلك حفلة وشربنا نخب النّجاح، تمّ رفع الكأس قائلًا في صحّتكم.

 

أصوات: نخبكم أيّها الاخوة هذه المهمّة من أهمّ المهمّات الّتي قمنا بها في سبيل دفع يهود العراق إلى ارض الميعاد.

غانتس (بصوت عال متروٍ فيه الكثير من الإصرار) أنا اكثركم قوّة وإصرارًا، لقد محوت حيًّا كاملًا عن بكرة ابيه في غزّة وقتلت 1439 مواطنًا فلسطينيًّا بالضّبط هذا غير المصابين الّذين مات منهم الكثير لاحقًا.

 

صوت: الجميع يرفع الكأس، في صحّة غانتس بطل الابطال، هكذا يجب ان يكون قتل العرب جماعيا (يدوي صوت التصفيق الذي يستمر طويلًا)

 عانتس: (يقف وينحني قليلًا ويقول) شكرًا.. شكرًا (ثم يجلس).

 

بينت: (وقد بانت عليه امارات الانزعاج) لا يستطيع أحد أن يزايد على الاخر كلنا قتلنا وأنا قتلت فلسطينيين وعلى استعداد أن اقتل في المستقبل.

 

متان كهانا: اه.. لو يوجد زرّ لإخفاء العرب لضغطت عليه.  

 

وسمعت أصوات كثيرة تقول: يا ريت.. يا ريت.

 

واخذت الكثير من الحضور يبسطون اياديهم ويرفعون وجوههم ويقولون معًا: يا ريت.. يا ريت.

 

 

آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها  Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108

תגובות

מומלצים