مِنَ الْأَدَبِ الْجَميل
مِنَ الْأَدَبِ الْجَميل
أنْدَلُسِيّاتِ وَصْفِ الْفاكِهَةِ:
وَصْفُ السَّفَرْجَلِ : الطَّوِيل
وَمًصْفَرَّةٍ تَخْتالُ فِي ثّوْبِ نَرْجِسٍ
وَتَعْبَقُ عَنْ مِسْكٍ ذَكِيِّ التَّنَفُّسِ
(تَعْبَقُ: تَنْشُرُ رائِحَتَها، ذَكِيُّ: طَيِّبُ الرّائِحَةِ)
لَها رِيحُ مَحْبُوبٍ وّقّسْوّةُ قّلْبِهِ
وَلَوْنُ مُحِبٍّ حُلَّةَ السُّقْمِ مُكْتَسِي
(الرِّيحُ: الرّائِحَةُ، مَحْبوبٌ: عِطْرُ السَّفَرْجَلةِ شَبَّهَها بِعِطْرِ الْمَحُبُوبِ. قَسْوَةُ قَلْبِهِ: السَّفّرْجَلَةُ رَائِحَتُها طَيِّبَةٌ، وّقِشْرُها صَلْبٌ. تَشْبيهٌ رائِعٌ. حُلّةَ: الْعَباءَةُ أَوِ الْبَذْلَةُ، وَهِيَ مَفْعُولٌ بِهِ مُقَدَّمٌ لِاسْمِ الْفاعِلِ مُكْتَسِي)
- فَصُفْرَتُها مِنْ صُفْرَتِي مُسْتَعارَةٌ
- وَأَنْفاسُها مِنَ الطِّيبِ أَنْفاسِ مُؤْنِسِي
(صُفْرَتِي: صُفْرَةُ الشّاعِرِ لِأَنَّ الْعِشْقَ أَضْناهُ. الشُّعَراءُ يَصِفُونَ الْعُشّاقَ بِصُفِرِ الْوُجُوهِ. أَنْفاسُها رائِحَتُها، مُؤُنِسِي: مُعَلِّلِي)
- وَكانَ لَها ثَوْبٌ مِنَ الزُّغْبِ أَغْبًرُ
عَلَى جَسْمٍ مُصْفَرٍّ مِنَ التِّبْرِ أَمْلَسِ
(السَّفَرْجَلَةُ تَتَطَوَّرُ كَباقي الثِّمارِ، تَكُونُ غَبْراءَ يَعْلُوها الزَّغَبُ قَبْلَ النُّضُوجِ، ثُمَّ تَأْخُذُ بِالِاصْفِرارِ لِتُصْبِحَ صَفْراءَ مَلْساءَ كَالتِّبْرِ)
- فَلَمّا اسْتَتَمَّتْ فِي الْقَضِيِبِ شَبابَها
وَحاكَتْ لَها الْأَوْراقُ أَثْوابَ سُنْدُسِ
( اسْتَتَمَّتْ: نَضِجَتْ، الْقَضِيبُ: الْغُصْنُ، حاكَتْ: خاطَتْ، السُّنْدُسُ: الْحَريرُ، وَيَعْنِي بِهِ أَوْراقَ شَجَرَةِ السَّفَرْجَل) مَدَدْتُ يَدِي أَبْغِي اجْتِناءَها لِأَجْعَلَها رَيْحانَتِي وَسْطَ مَجْلِسِي
( اجْتِناءَها: قَطْفَها، نَقُولُ جَنَى الْعِنَبَ وَالْعسَلَ. جَناها لَيْسَ لِيَأْكُلَها، وَإنَّما لِيُعَطِّرَ مَجْلِسَهُ بِعَبَقِها) في هَذهِ الْأَبْياتِ تَوْرِيَةٌ جَميلَةٌ.
الشّاعِرُ يُشَبِّهُ جارِيَةً مِنْ بَنِي الْأَصْفَرِ، وَهُمُ الرُّومُ بِسَفَرْجَلَةٍ. وَهَذا وارِدٌ في الشِّعْرِ الْعَرَبي تَشْبيهُ الْمَرْأَةِ بِالْأُتْرُجَّةِ وَهِيَ نَوْعٌ مِنَ الْحمْضِيّاتِ طَيِّبَةِ الرّائِحَةِ، وَبِالسَّفَرْجَلَةِ لِلَوْنِها وَعِطْرِها.
آمال ابو فارس المربية الاديبة والشاعرة, المسؤولة عن زاوية المنتدى الثقافي. يمكنكم الاتصال بها Amlabo@walla.com او على هاتف 0549026108


















