"إنتخبْ حتى أراك"

لا أستطيع أن أتجاهل أو أتعامى أو أمرّ مرّ الأغبياء والمتغافلين، عمّا يحدث حولي من انزلاق خطير في داليتنا الحبيبة. كإنسانٍ مُحبّ وغيور على سلامة بلدِنا آسَف أن أرى بلدي ينقسم لبلدَين.

06.04.2024 מאת: أنيس نصر الدين
"إنتخبْ حتى أراك"

 

ومن معسكر واحد مُتلاحم ومتعاضد لمعسكرَين متناحرَين. ومن قريةٍ امتازت على مرّ السنين بالرقيّ والإخاء والسلم الأهلي، تحوّلنا لقريةٍ نخرتها العائلية فأرجعتها لسنوات المخترة والرجعيّة والتفرقة.
 

 

"إنتخبْ حتى أراك". 


أصبحنا في وضع مأساويّ وصلنا فيه لدرجة، قبل أن نحكم على نُبل الشخص واستقامته، يجب أن نراقب تصرفاته زمن الانتخابات، وتفوّهاته أثنائها، وممارساته قبلها وبعدها، وعندها فقط نستطيع أن نقيّم إنْ كان كارهًا وكريهًا، أم من الأشخاص المُصلحين والخيّرين. لا أدري حقيقةً ماذا يحدث للناس من فجور وجنون من هذه التوليفة الديمقراطية الهجينة، التي غزتْ عالمنا اليعربي المتخلف. أخجل مما شاهدتُه وما زلنا نشاهده ونكابده جرّاء هذه المعركة الانتخابية العقيمة التي تهدد كياننا ووجودنا السالم والآمن والحالم في هذا الجيتو المحاصَر. من أين طفتْ وانفجرتْ فينا كل هذه الكراهية الفتّاكة.

 

 

كيف تقبل (مثلًا) إمرأة تقرأ في الدين وتلتزم بتعاليمه، أن تتفوه بتصريحات ساقطة ومغرضة وكريهة بهذا المستوى. كيف يقبل رجال الدين المشاركة في لعبة قد تفضي إلى التفرقة بين أبناء البلد الواحد. وعلى ماذا كل هذا العدوان؟ على كرسيّ لمجلس خاوٍ وظيفته الرئيسية ترقيع الشوارع ولمّ النفايات وتدشين ملعب تدريبات ونافورة تضاهي في ذُروتها حنفية ماء متقطعة.

 


هل كرامة العائلة أصبحت محصورة باحتلال كرسي فقط. حقيقةً لا أفهم هذه الكراهية والمعاداة والعنف الكلامي، الذي قد يوقعنا جميعًا في مهالك الفتنة والتناحر. ثم أكثر ما يقلقني في هذا التدهور الخطير، هو مشاركة الشباب الصغار في هذه اللعبة المأساوية. كنتُ أعتقد وأنا على مشارف الخمسين اليوم، أن جيل التيك توك والانستا والسناب تشات تجاوز غياهب العائلية وخرج من دهاليز الحمائلية التي رضعناها نحن، وتخطّى هذه المرحلة السوداء من سيرورتنا الخائبة. كم خاب ظنّي وأنا أشاهد شباب عائلتي والعائلات الأخرى منغمسين حتى النخاع في العائلية، وفي تذويت النعرات المتخلفة التي أوصلتنا إلى هذا الحضيض.

 


لا يمكن لأي إنسان شُجاع ومُحقّ أن يرى هذا التدهور الحاصل ولا يعارضه، لذلك أتمنى من الصديقَين المحترمَين، أبي يوسف رفيق وأبي الأمير أكرم، الكريمَين والعزيزَين على قلوبنا جميعًا، والّذي نعرف مدى محبتهم لهذا البلد، واللذَين قدّما له الكثير، وضْعَ حدّ لهذا الوضع المُخجل، والّذي لا يشرّفنا جميعًا. أتمنى منكما أن تنهيا هذا الخلاف الحاصل بين الإخوة حالًا وسريعًا، لأننا كلنا أهل وأصدقاء وأنسباء، تجمعنا المحبة والهمّ المشترك والتعايش السالم والآمن.

 

يجب أن تتظافر جهودنا لدفع المضرة التي تأتينا من الخارج، لا لهدم وتفتيت الجسور التي بناها لنا أباؤنا وبنيناها نحن. يجب أن نتوحّد ونجاهد من أجل نيل الحقوق، وليس من أجل ضرب الواحد الآخر في الخاصرة.
{وتعاونوا على البِرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}


هذا ما أتوخّاه منكم، لأن الدالية أهم وأكبر من أي شخص مهما كان، والوضع لا يحتمل المزيد!!
 

والله من وراء القصد.

 

תגובות

2. من البلد לפני 21 ימים
واحسرتاه
1. דילאווי1 לפני 22 ימים
أركان الغباء

מומלצים